عمرو عثمان: انتعاش السوق العقاري في 2025 بفضل العروض المبتكرة للمطورين
أكد المهندس عمرو عثمان، الخبير الاستشاري والعقاري ورئيس مجلس إدارة شركة لاند بانك للتسويق العقاري، أن السوق العقاري شهد بداية عام 2025 حالة من الانتعاش والنشاط بفضل العروض الترويجية المبتكرة التي قدمها المطورون العقاريون، مما ساعد في جذب شريحة واسعة من المشترين وإعادتهم للسوق. وتركزت هذه العروض بشكل أساسي على تسهيل طرق السداد، بعيدًا عن قيمة الوحدة، ما جعل قرار الشراء أكثر سهولة للعديد من العملاء.
ابتكارات في طرق السداد
وأشار المهندس عثمان إلى أن أبرز ما ميز هذه العروض كان اعتماد طرق سداد مبتكرة تُعرف بـ "طرق السداد المرحلي" أو "Backloaded Payment Plans"، والتي تقوم على تقسيط قيمة الوحدة سنويًا عبر دفعات ربع سنوية بسيطة، مع زيادة المبلغ المدفوع في نهاية كل عام. وتزداد قيمة الأقساط سنويًا بنسبة تصل إلى 5%، ليصل المبلغ الإجمالي في السنوات الأخيرة إلى قيمة أعلى.
وشرح عثمان أن هذا النموذج يختلف عن الطرق التقليدية للسداد، مثل "Frontloaded Payment Plans"، التي تعتمد على سداد نسبة أكبر في السنوات الأولى من عمر المشروع، لتقل تدريجيًا بمرور الوقت.
التأثير الإيجابي على السوق والمشترين
وأوضح المهندس عثمان أن هذه التسهيلات أدت إلى نتائج إيجابية على السوق العقاري، حيث أسهمت في:
- جذب عملاء جدد مثل العاملين بالخارج وأصحاب الدخول المرتفعة، الذين وجدوا في هذه التسهيلات حلاً مناسبًا لارتفاع أسعار الوحدات.
- تقليل نسب التعثر، خاصة في العامين الأولين اللذين يشهدان أعلى معدلات التعثر.
- زيادة الطلب على الوحدات، حيث أعادت هذه التسهيلات شريحة من العملاء الذين غادروا السوق العقاري بسبب صعوبة سداد الأقساط بالطريقة التقليدية.
- مواجهة ارتفاع الأسعار، حيث جعلت التسهيلات الوحدات ذات الأسعار المرتفعة أكثر قابلية للشراء على المدى الطويل.
التحديات والعيوب
على الرغم من المزايا الواضحة، أشار عثمان إلى بعض التحديات التي قد تواجه هذه الطريقة، مثل:
- تأجيل مشكلة التعثر: رغم التسهيلات في السداد في البداية، قد تصبح السنوات الأخيرة صعبة بسبب ارتفاع نسبة الأقساط.
- زيادة المعروض في سوق إعادة البيع: جذب شريحة من المستثمرين غير الخبراء قد يؤدي إلى زيادة الوحدات المعروضة للبيع على المدى القصير.
- ضعف التدفقات النقدية للمطورين: تأخير السداد قد يضعف التدفقات النقدية للمطورين، مما قد يؤدي إلى تأخير في تسليم المشروعات.
آفاق المستقبل للسوق العقاري
وتوقع المهندس عمرو عثمان أن السوق العقاري سيشهد مزيدًا من النشاط في عام 2025 بفضل هذه التسهيلات المبتكرة، ولكن التحدي الأكبر سيكون في تحقيق التوازن بين جذب العملاء وضمان الاستدامة المالية للمطورين. وأضاف أن السوق العقاري في مصر أمام فرصة ذهبية لتحقيق نمو مستدام، شرط تبني خطط أكثر مرونة وشفافية تلبي احتياجات جميع الأطراف.
واختتم عثمان قائلاً: "السوق العقاري يحتاج إلى ابتكار مستمر لتحقيق التوازن بين احتياجات العملاء واستدامة المطورين لضمان استمرار الانتعاش دون تأثيرات سلبية على المدى البعيد."
تعليقات
إرسال تعليق